رمزي سليمان
غروب
عبرَ النوافذ ِالمتّشحةِ
بالرمالِ المتعلّقةِ
بحبالِ أمطار الخريف،
تفسحُ الغيومُ
عن بحيرةِ
زرقاءَ
تخطفُ البصر.
وفي آخرِ الأفقِ
تلسعُ الشمس
أطرافَ غيمةٍ بعيدةٍ،
فتتوهَّج هنيهةً،
ثمّ تخبو...
مُصفرّة،
كأصابعِ مُدخّنٍ عجوز.
إزاءَ هذا البهاءِ
الذي لا يرأفُ،
يتّضحُ لي
أَنّ صدفةَ اللقاءِ
بين مغيبِ الشَّمسِ
وحضوري...
بينَ هرولةِ الغيماتِ البيضِ
وعيوني الشّاخصة نحوَها
ما عساها أن تقلّلَ
قيدَ أنملةٍ
من انبلاجِ ستائرِ الفضاءِ الثلجيّة
ولا أن تُنقصَ شبرًا
من غور بحيرة السماءِ
المتدلية
فوق نسائم الغسق.