تعب
بعدَ أن أهلكَني التعب
وأنا أُجرجرُ جسدي
فوقَ الأرصفة...
ما عُدتُ آبَهُ
بتوشيحِ حُزني
بإيقاعاتِ الأغاني الفارغة
والقصائدِ المُلوَّعة
بالحنينِ للوطن.
بعدَما قتلني الضَّجَر
وأنا أقعي
بانتظارِ "جودو"...
وسطَ ضوضاءِ المهرجاناتِ الشعبيَّة
ما عادَ يَهمّني...
أنْ أغتصبَ حنجرتي
كي تنشدَ بصوتٍ نشازٍ:
بلادي بلادي..
بعدَ أن اضوتني الوَحدة
وأنا أتلوّى
كدودةٍ في شرنقةٍ
ما عادَ يَهمُّني
أنْ أُهلَّ على أحدٍ
بابتسامةٍ زائفةٍ
كابتساماتِ نادلي المطاعم.
لقد تكشّفتْ أوراقُ اللعبة
وتمَّ اقتسامُ الغنائم:
ما لقيصر لقيصر
وكل ما كان لي
بات أيضًا لقيصر
لذا... لم يعُدْ يليقُ
بأن أموتَ صامتًا
لم يعدْ يصحّ
سوى الصراخ ملْءَ الحنجرة،
القبضِ بقوَّةٍ
على كَتِفَي هذا الوطن
وهزّه كشجرة
حتى يبوحَ بكلمةٍ..
أو بآهةٍ..
تعيدُ ليَ الثقةَ
أنّه ما زالَ حيًّا..
يُرزقُ.