رمزي سليمان
يا عدّاء المسافاتِ الطويلةِ
أنتَ يا عدّاء المسافاتِ الطويلةِ
تلك التي تضربها بقدميك
كما تَََضِربُ النساءُ
أصوافَ الخرافِ المذبوحة.
ماذا دهاكََ يا هذا
حتّى تركت الفتيان
والفتيات
طوابيرَ استحسانٍٍ عَطوف
يلوحون صوبكَ
بأعلامٍ رفرافة
كأسرابِ الحمام
نعمْ.
ما الذي دهاكَ
لتنطلقَ وحيداً
في دروبٍ متشعِّبةٍ
كقرونِ الوعل،
ووِهادٍ مكسوّةٍ
بحشائشَ يابسة
وتلالٍ تبرك على صدرِ الوادي
كجِمالٍ أنهكتها الصحارى؟
ما الذي دهاك يا هذا؟
أنتَ، عدّاء المسافات الطويلة
كي تعدوَ وحيداً
مُتلفعًا بصمتٍ مطبقٍ
إلا من لهاثك
ليس معكَ سوى ظلك
تارةً تتبعه
وتارةًً،
متموجاً فوق الحصى
يتبعكْ؟