Log in Register

Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *

 

إلى محمّد الماغوط

 

وأنتَ تُنادي رفيقَ تيهِك

متلمّسًا دربَكَ إلى قبرِه

عبرَ وحشةِ الموتِ العربيِّ

مُحمّد!

وأَنتَ تنادي بدرًا

باحثًا عنه في ظلماتِ "جَيكور"

مُتعثّرًا...

في دياجيرِ خطبِ النّصر

وتباشيرِ الخلاص

مُدثّرًا بأوراقِ القصائدِ الذابلة...

وأنتَ ترتعشُ في صقيعِ النفوسِ المُعذّبة

مادًّا عنقَك "على مداه كالدوريّ"

وأنتَ تردِّدُ

"لا أحدَ في الطريق

لا أحدَ في العالم"

حينَها...

عبرَ دخانِ المَعاركِ المُتلفزة

سوفَ ألمحُكَ

وأستَبينُ صوتَك طافيًا

فوقَ ضجيجِ الطبول

فأعصبُ هامتي كالغجريّ

أَلْئِمُ جمجمتي المتشظِّية

من قُبلِ الغدْر

وخطبِ الأنبياءِ الكذبة

ثمَّ آتيكَ مهرولاً

مُمتطيًا صوتَك الناشزَ

علَّه في علياءِ قبرِه

هذا البدرَ يسمعُنا

فَينثني لوهلةٍ

عن مسامرةِ خلانِه

يطوي جناحيه برفقٍ

مستعيدًا صوتَه القديم

مستنفرًا مُنادميه

أشرارًا وشعراء...

حكماءَ وملائكةً

معًا يترجَّلونَ عبرَ الغيوم

مُهرولينَ كأرتالِ النمل

كي نتحلَّقَ معًا كالقلائد

ثمّ ننشبُ أصواتِنا

في عنقِ المدينة الكافرة

صارخينَ ملْءَ حناجرِنا الطافحةِ بالانتظار

الله.. الله..

الله.. الله..

ونبقى ندور ونلفُّ...

نلفُّ وندورُ

إلى أَن تُدكَّ الأسوار

فتستلقيَ مشرِعةً أبوابَها..

You have no rights to post comments